الشاملة بريس صحيفة ورقية والكترونية مستقلة شاملة
عبد الإله بائع السمك في مراكش: قصة شاب أشعل الجدل ونال نصيبه
الشاملة بريس بالمغرب وأوروبا- فاس: محمد أمقران حمداوي
في مشهد يعكس التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها الشباب المغربي، برز اسم عبد الإله العجوط، المعروف بلقب “مول السردين”، كشخصية مثيرة للجدل بعد أن استطاع بيع السمك بأسعار منخفضة، متحديا الأثمنة في السوق.
عبد الإله، شاب مغربي من مدينة مراكش، اشتهر بين المواطنين ببيعه السمك بأسعار منخفضة جدًا جدًا، في وقت تعاني فيه الأسواق من ارتفاع الأسعار. هذه الخطوة أكسبته شعبية كبيرة، حيث توافد عليه المئات من المواطنين للاستفادة من عروضه، ما جعله عرضة لمضايقات كثيرة.
لكن المفاجأة الكبرى حدثت يوم 26 فبراير 2025، عندما قامت السلطات المحلية بإغلاق محله لأسباب اعتبرها غير معقولة، ما أثار موجة غضب واسعة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اعتبروا القرار استجابة لضغوط المضاربين وليس لحماية صحة المستهلك.
أمام هذا الغضب الشعبي، تدخل والي جهة مراكش-آسفي، واستقبل عبد الإله في لقاء رسمي، تم خلاله بحث إمكانية تمكينه من مزاولة نشاطه بشكل قانوني. ووفقا لما صرح به عبد الإله بعد اللقاء، فقد تلقى دعماً رسمياً لمواصلة عمله في بيع السمك بالتقسيط، لكن وفق الضوابط القانونية، مما شكل انتصارا كبيرا له ولمناصريه.
تحول عبد الإله من مجرد بائع سمك بسيط إلى رمز لمقاومة غلاء الأسعار واحتكار الأسواق. وبفضل دعم المواطنين، استطاع بيع سمكه في السوق بما يرضي المواطنين
هذه الواقعة تطرح تساؤلات كبرى حول دور السلطات في حماية المستهلك من ارتفاع الأسعار. كما تبرز أهمية دعم المبادرات الشبابية التي تسعى إلى تقديم حلول عملية لمشاكل اقتصادية تمس الفئات الهشة.
عبد الإله لم يكن مجرد بائع سمك عادي، بل كان شابا استطاع بإرادته أن يفرض نفسه في سوق شديد التنافسية، ليصبح نموذجا يُحتذى به في النضال من أجل العيش الكريم، في وقت يعاني فيه الكثيرون من صعوبة الحصول على مواد غذائية بأسعار مناسبة.
