الشاملة بريس- بقلم: الشاعرة سهيلة الريفي المطالسي
يا أخي يا ابن أمي وأبي
رحلت من دون وداع
وتركت دموع العين تحرق الأجفان
وألم فراقك هد الكيان
وشوقي لرؤيتك يكتوي الأيام..
يا أخي نشأنا في بطن واحد
ورضعنا من ثدي واحد
وترعرعنا في منزل واحد
وافترشنا وغطينا بغطاء واحد
وأكلنا من طبق واحد
يا أخي يا شمس الصباح الساطعة
يا بدرا يضيء بضيائه كل ليلة
يا كوكبا يظهر على حين غفلة
يا نجما يلألأ سمائي كأنه حبات لؤلو متماسكة ومتجانسة..
يا أخي إن حرمتني الدنيا من أن أقتدي بك
وأن أتكحل من نور جبينك
وأن أصغي لكلامك
وأستنشق رائحة الوالدين من عناقك..
أولم تعلم بأن دمي مختلط بدمك؟
وسواري المنقوش يحمل اسمك؟
ولساني دائما يردد حكايتك؟
وكم ارتجيت الله بأن يجمعني بك قبل ميعادي وميعادك..
أولم يكفيك هذا البكاء؟؟؟!!!
أولم ييكفيك هذا الجفاء؟؟؟!!!
أولم يكفيك هذا الفناء؟؟؟!!!
قلبي يرتجف إن مررت أمامي
وروحي تضمك إليها من دون كلام
وأناملي تلمسك وتتحسس خطوط وجهك وترى أثار الشيب الذي غطى رأسك كأنه بياض الثلج المتساقط فوق الجبال..
يا أخي يا ابن أمي وأبي
يوم يجمع بيننا ربنا بالحق..
حين إذن ستعرف أن كل ذلك لم يكن مجرد صدفة..
بل كان بتدبير محكم وبفعل ” جاني”