المرافقة النفسية للتلميذ

الشاملة بريس- الدكتورة السفيرة مينة باركو.

في إطار العمل على تطوير منظورنا لحق التفوق عند الأطفال في سن التمدرس الابتدائي وكتجربة أولى في هذا المضمار بالنسبة للتلاميذ الذين يجدون صعوبة في التعلم او كثيري الشغب في القسم، اتضح ان منهجية المتابعة النفسية الفردية للتلميذ إضافة الى خلق جو جماعي متجانس لهم يمشي مع متطلعاتهم يوصلهم الى التغير في نتائجهم.

المرافقة النفسية للتلميذ تخول معرفة نقاط ضعفه واكتشاف نقاط قوته ودعمها، البحث عن الأسباب التي تجعله كما هو غير قادر على مواكبة الصف او التهاون في عمل التمارين او عدم القدرة على الحفظ. 

العامل الاجتماعي والبيئة التي يعيشون فيها أحد اهم الأسباب للتشتت الفكري والذهني للطفل هناك العديد منهم يعانون من الوحدة الداخلية الناتجة عن فقد الوالدين او أحدهما او انشغالهم عنهم بأعمالهم اليومية ويحسون بالاضطهاد في وجودهم بسبب ومن غير سبب ويحاولون بغفلتهم وشغبهم وتجاهل الواجبات اظهار رفضهم لواقعهم او يأخذ منحى المنطوي على نفسه ويعزل نفسه عن قرنائه وينغمس في الوحدة الفكرية ويربط نفسه بانه سبب وفاة الوالدين او انفصالهما او انشغالهما ليشتريا له اغراضه (الكثر من الإباء يرددون هذه الجمل على مسامع أولادهم جهلا منهم باثر ذلك في نفس اطفل) ويصبح عنده لوم نفس عميق يقبع داخله ويبني جدار العزلة حوله ويركز فكره في هذه المتاهة فيضيع نفسه ويفقد مستقبله. كما ان قلة التوجيه، إذا لم نقل عدمه، يخلق فجوة عدم المعرفة والوعي بالشيء، فنجد انهم عندهم بنية معرفية هشة لأنهم لم يجدوا التوجيه من الأساس ويعتمدون على المعرفة من المدرسة بدون اجتهاد شخصي للتثقيف والتطور.

اهم العناصر لتغييرهم بتمرحل هو عنصر الاحتواء بالحب والتقبل كما هم، احساسهم ان المرافق قريب منهم يستطيعون التكلم معه بحرية ويعبرون عما في بالهم وان يساعدهم المرافق بتحفيزه على اخراج مكنوناتهم للسطح والمرافق بدوره عليه الوصول الى موطن الخلل لتوضح له الرؤيا، فيتمكن بذلك من كسب ثقة التلميذ.

يمكن استعمال العديد من الوسائل والبيداغوجيات في هذ السياق لتحبيبهم للعلم وأيضا لإيصال المعلومة إليهم بكل يسر وبتقنية تجذب انتباههم وتجعلهم مشتاقين للمعلومة وهم سيتحولون للبحث عنها فاستعمال العنف في القسم او تحطيم نفسياتهم بالكلمات النابية من المعلمين يزيد الطين بلة ويزيد من نفورهم من المادة التعليمية والمعلم على السواء، فهذه المرحلة هي مرحلة بناء وتوجيه لان المرحلة الابتدائية مرحلة الأساس فيها يوضع الركائز والاساس المتين.

كل حالة من الحالات هي حالة بعينها لها خصائصها واسبابها، لكن اكيد هناك نقاط متشابهة بينهم وتتمثل في الاحتياج للحب والعطف وتعليمهم بطريقة توصل المعلومة الى عقل القلب قبل عقل الدماغ لأنهم لما المعلومة تصل بطريقة محبب فان المعلومة تغرس بدل ان تذهب ادراج الريح.

شاهد أيضاً

تعزية ومواساة مرفوعة للملك محمد السادس في وفاة صاحبة السمو الملكي الأميرة لالة لطيفة

تعزية ومواساة مرفوعة للملك محمد السادس في وفاة صاحبة السمو الملكي الأميرة لالة لطيفة الشاملة …

لا حدود لثقافة الإعتراف

لا حدود لثقافة الإعتراف: مؤسسة محمد السادس من أجل السلام والتسامح مستمرة في نشر ثقافة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *