الشاملة بريس- إعْدَاد: الدكتورة زُهُور المناني
السَّلَام وَعَلَيْكُم وَرَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى وَبَرَكاتُهُ . . .
أَصْحَاب السَّعَادَة مَعَالِي سِمْوٌ الْأَمِير مُحَمَّد الْعَبَّادِيّ
مَعَالِي الوزيرة سَوْسَن مَبْرُوك
مَعَالِي الْوُزَرَاء وَأَعْضَاء هَذَا الصرح الْعَظِيم تَتِمَّةٌ لمقالي عَنْ الْمَرْأَةِ بِصِفَةٍ عَامَّةٍ أُرِيدُ أَنْ اتقاسم مَعَكُم بَعْض الْأَفْكَار عَنْ حُقُوقٍ الْمَرْأَة , فَدَائِمًا مَا يطالبوننا بتقارير عَنْ الْمَرْأَةِ وَحُقُوقِهَا وَبِمَا جَاءَتْ بِهِ المواثق الدَّوْلِيَّة واليونسكو والأرقام والاثباتات وَمَا إلَى ذالك , وَغَاب عَن ذِهْنِهِم أَنَّنَا نَحْنُ الْمُسْلِمِين وَالْعَرَب هُمْ مِنْ كَرَمُوا الْمَرْأَة وَذَلِك وَفْقِ مَا جَاءَ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ وَالْأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ الشَّرِيفَة , وَدَوْرُهَا الْبَارِز إلَى جَانِبِ الرَّجُلِ فِي الْحُرُوبِ وَالتِّجَارَة وموقفها وَقْت الاِسْتِعْمار فِي دولنا الْعَرَبِيَّة فَكَانَت فدائية وتغامر بحياتها مِنْ أَجْلِ وَطَن , وَتُطَالِب بِالْحُرِّيَّة وَالْكَرَامَة و تُجَالِس الرِّجَال وَتَكُون جنباً إلَى جَنْبِ وَشَرِيكِه لَهُ فِي الْمَعَارِكِ وَهِي تُخْفِي مَلاَمِحُهَا بلثام تخالها رجلاً , وَكُلُّ هَذِهِ التضحيات مِنْ أَجْلِ رَفَع رَأْيِه السَّلَم وَالسَّلَام وَالْحُرِّيَّة وَالْكَرَامَة , فَهِي تتقن لَعِب الْأَدْوَار وَيَعْتَمِدُ عَلَيْهَا فِي كُلِّ الْمَوَاقِف البطولية .
نَعَمْ هَذِهِ هِيَ الْمَرْأَةُ إذَا مَنَحَتْ لَهَا الْفُرْصَة وشاركتها التَّسْيِير وَالتَّدْبِيرِ فِي شُؤُونِ البِلاَدِ فالحقوق تَأْخُذُ وَلَا تُعْطَى فَعَلَى هَذَا النَّهْجِ وَجَب تَعْلِيم نِسَاءَنَا فِي مملكتنا العَتِيدَة , فَيَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَزْرَع فِيهَا الثِّقَةُ بِالنَّفْسِ وندربها عَلَى الدّفَاعِ عَنْ النَّفْسِ وَنُوَفِّر لَهَا مُنَاخ نَقِي خَالِي مِنْ التَّلَوُّثِ , فَتَلَوَّث الْأَفْكَار أَخْطَرُ مِنْ ثلوث الطَّبِيعَة وَالْجَوّ , أَنْ تَشْغَلَ وَقْتِهَا بِعَمَل تَسْتَفِيدُ مِنْهُ , إذ نَعْلَمُهَا أَعْمَال يَدَوِيَّة ونحفزها ونشجعها بِعَمَل مُعَارِض لِتَرْوِيج منتجاتها , وَلَا ننسى الْمَرْأَة العزباء مِن فَاتَهَا قِطَار الزَّوَاج فَلَهَا الْحَقِّ فِي عَيْشٍ كَرِيمٌ , فَتَعْرِض عَلَى الأخصائي لِكَي تسترجع الثِّقَة بِنَفْسِهَا مِنْ جَدِيدٍ .
ونكمل حَدِيثَنَا عَنْ الْمَرْأَةِ المستضعفة مِن شوهها وَاقَعَهَا ومجتمعها فَكَانَت نَتِيجَة ذَلِك مُرَبِّيَةٌ لَا تَصْلُحُ لِإِصْلَاح وتنشئة أَطْفَال يَحْمِلُون سلوكيات سَلِيمَة فَقَد دمرنا اطفالنا وَتَعَرَّضُوا للاِغْتِصَاب مِنْ أَقْرَبِ النَّاسِ إلَيْهِمْ نَتِيجَة جَهِل الْمَرْأَةِ وَعَدَمِ توعيتها بِطُرُق التَّرْبِيَةُ السَّلِيمَةُ . فَزُرِعَت فِي طِفْلَهَا الْخَوْف وَالْقَمْع , وَسَاعَدَت فِي وُجُودِ مُجْتَمَع ذكوري يَكُون لِلذَّكَر كُلّ الأهَمِّيَّة . فَلَا تُعْطِي الْفُرْصَة لطفلها فِي إعْطَاءِ رَأْيَهُ فِي مَوَاضِيعَ تُهْمَة فَيَنْشَأ عَلَى ذَلِكَ , فَيَحْتَاجُ فِي كِبَرِهِ مِنْ يُحَدَّد مَصِيرَه وَمُسْتَقْبَلُه
وَجَبَ عَلَيْنَا فِي بِنَاءِ مملكتنا أَخَذ عِبْرَة مِنْ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ الَّتِي يَرَاهَا الْبَعْض مِنَّا بَسِيطِه وَلَكِنَّهَا مَصِير دَوْلَة يُمْكِنُ أَنْ تُسَاعِد فِي رقيها .
فَخَامَة مَعَالِي السُّمُوّ الْأَمِير مُحَمَّد الْعَبَّادِيّ أَطَالَ اللَّهُ فِي عُمْرَةِ نَحْن شُعَب بثقافته وتجربته ونضاله يُؤْمِن بالحريات وَحُقُوق الْإِنْسَان وَحُرِّيَّةِ الرَّأْيِ , فَفِي ظِلّ حكمكم سنرتقي وننجح فِي بِنَاءِ دَوْلَة الْحَقّ وَالْقَانُون , , وبتعاوننا يَدًا بِيَدٍ سنبني مملكتنا الْجَدِيدَة .
وَأَقْبَلُوا فائِق الِاحْتِرَام وَالتَّقْدِير