الشاملة بريس- مملكة اطلانتس الجديدة
ارض الحكمة
إعداد: باسمة النبكي
رئيسة مكتب المستشار القانوني لوزيرة الثقافة و الفنون و الآثار
الجريمة المعلوماتية
في ظل التطورات الهائلة التي يشهدها العالم من خلال تسارع الخطى باتجاه التكنولوجيا الحديثة و في ظل تسابق كافة الأمم على ان تكون بالمصاف الاول لتلك الدول و مع كافة الإيجابيات و التسهيلات و الامتيازات التي تمنح بواسطة التكنولوجيا و المعلوماتية للمجتمعات .. نشهد تطوراً جانب آخر ذلك الجانب المتعلق بالجانب الإجرامي الجزائي الذي يستهدف الافراد و الشخصيات الاعتبارية و المجتمعات ..
الجريمة المعلوماتية و هي كما قام بتعريفها اغلب المشرعين القانونيين هي استخدام اجهزة التواصل الحديثة استخدام يخترق فيه خصوصية الافراد او الاشخاص الاعتباريين او المجتمعات بهدف إلحاق الاذى او كسب المال و إلحاق الضرر المعنوي بتلك الجهات كما و العمل على تحقيق مكاسب مختلفة.إن كانت مادية او معنوية او حتى تحقيق غايات خاصة ..كما و يعرف ما يسمى بالهاكر بانه الشخص الذي يمتلك مقومات احترافيه في اختراق خصوصية تلك الحسابات و يقوم بالتحايل على امان الحسابات الخاصة و الدخول إليها و ذلك بغية الوصول إلى معلومات من شأنها تساعده في تحقيق غاياته التي يستخدمها لاحقاً لجهة إلحاق الضرر المادي و المعنوي كما ذكرنا للافراد او للشركات و المجتمعات بكافة انواعها و اشكالها .
في الجريمة الالكترونية انواع الاذى و اشكاله و درجاته يختلف باختلاف الشريحة المستهدفة جراء هذا الضرر فقد يكون عبر نشر تلك المواقع لفيديوهات و صور إباحية تقصد شريحة الاطفال بغية استغلالهم و محاولة اللعب على غرائزهم و السيطرة عليهم الامر الذي يؤدي إلى تفكيك القيم و الاخلاق و المبادئ لدى جيل معني اولاً و آخراً بالتصدي للاختراقات التي تصيب مجتمعه و بيئته و بالتالي إن فسدت القاعدة فسد الهرم بكامله .. العمل على تخريب العقل الناشئ هو استهداف لدولة بكاملها و يتوجب على الدول إيجاد التشريعات و التقنيات التي تحول دون الوصول لتلك الاهداف الخبيثة و مراقبة كافة انظمتها بعين لا تنام و تغفو عن ما ممكن ان يحاك من مؤامرات بذاك الاتجاه .
الجريمة الالكترونية ايضاً ممكن ان تستهدف معلومات و اخبار ووثائق تتعلق بنشاط تجاري او صناعي أو اي كان و يعمل الهاكر على اختراقها و سرقة حساباتها و تحويلها إلى حسابه الخاص .. و قد حدثت العديد من الجرائم الالكترونية العديدة في دول العالم استهدفت بنوك و متاجر و مصارف .. و عملت على إما تزوير المعلومات فيها و تحريفها ، او من خلال التسلل او التجسس عليها او من خلال الخداع و الخبث التي بثت في حسابات العملاء التابعين إليها .. فكانت عمليات سطو الكترونية ادت إلى سرقة المليارات من الحسابات و الارصدة في تلك الجهات .. و للعمل على الحيلولة على الحد من انتشار تلك الجرائم يتوجب الحذر و الحذر الشديد حين التعامل مع اي شخص عبر تلك المواقع و التأكد من هويته و عدم فتح اي رابط او الاجابة عن اية معلومات دون ان يتم التأكد من صحة و سلامة هوية المرسل من خلال البنك الخاص بك .. هذا و يحاول المشرع في كافة الدول وضع ضوابط ورقابة وحماية و امان لحسابات العـُملاء وبياناتهم المصرفية و التي يجب ان تنطوي على سرية تامة وتعويضهم في حال ثبت عند مخالفة البنوك و المصارف لقواعد القوانين الموضوعة لتلك الغايات حيث الزمت التشريعات وضع ضوابط عدة لحماية حسابات العملاء و التصدي لأية قرصنة الكترونية قد تنال من حساباتهم و تعويضهم في حال ثبتت المخالفات لتلك القواعد و الضوابط و تم الاحتيال عليهم الكترونياً .
من انواع الجريمة الالكترونية ايضاً تلك التي تستهدف الافراد و خصوصيات الافراد و المعلومات الشخصية للافراد فيتم الحصول عليها من خلال الهاكر و استخدام تلك المعلومات لاحقاْ للابتزاز لدفعهم بالقيام بدفع الاموال المتتالية او اجبارهم القيام بما هو في بال الهاكر من امور غير اخلاقية او قد تكون غير قانونية ، تلك النوع من الجرائم و التي هي سلوك غير شرعي يعمل على نشر الفساد و.الرزيلة و ممارسة الاباحيات من خلف شاشات لا تمت للمبادئ الانسانية و القيمية و الدينية بأية رابط او حساب .. و ينبه في هذا المجال ان لا تكون كلمات العبور إلى الحسابات الشخصية الخاصة بالافراد متوقعة من قبل اي شخص او معلومات تتعلق بعيد ما او تاريخ محدد او اسما او عناوين .. و يقول مايكل كايزر و هو مدير التحالف الوطني للامن الالكتروني ان كلمات المرور هي الحصن الاول للعبور إلى حسابك و يفضل ان تنشط استخدام بصمة الاصبع على جهازك في حال وجودها لديك كما و ينصح مستخدمو الاجهزة الذكية بإيقاف خاصية التعقب او المواقع و اغلاق خاصية البلوتوث و تحديث الاعدادات و عمل نسخة احتياطية من البيانات ..
و اخطر الجرائم الالكترونية التي قد تكون في هذا المجال هي الجرائم التي تستهدف دول بحد ذاتها ككيان و يعمل الهاكر على الوصول لمعلومات تتعلق بالامن الوطني و الاستخباراتي و اكبر قدر ممكن من اسرار تلك البلدان .. الامر الذي يتحكم بكافة ادوات التحكم بها و استغلال نقاط الضعف لديها و التجسس على مخططاتها و كشف كافة الاوراق لديها .
تتعدد و تتنوع الجريمة الالكترونية و تتفاوت في خطورتها و اذاها و يختلف معها انواع الهاكر العامل عليها فتارة نراه يفعل ما يفعل بهدف الابتزار و تارة لعرض و ابراز العضلات و لكن في كلا الحالتين هي خطر و تهديد مباشر لخصوصية الفرد و الشخص الاعتباري و المجتمعات و قد اتخذت العديد من الدول خطوات و اجراءات و.ضوابط للحد من خطورة تلك الجرائم و سنت العديد من تشريعات القوانين و القرارات الملزمة بهذا الشان و مواكبة تطور التقنيات و التجهيزات و النظم المعلوماتية في الجوانب الهامة و لكن ايضاً مواكبة المشرعين القانونيين في تشريع ما يعادلها و يضبطها و يمنع استخدامها لغير الغرض الايجابي منها .